جوردن ديلي— تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم السبت، عن قصور الغدة الدرقية، الذي يؤدي إلى تباطؤ وظائف الجسم، وتأخر الحمل والإنجاب عند النساء.
وتوضح نشرة المعهد، أسباب وأعراض قصور الغدة الدرقية، والمضاعفات التي قد تنتج عن ذلك عند المرأة أثناء الحمل، إضافة إلى طرق وإجراءات العلاج خلال الحمل وبعد الولادة.
تُعدّ الغدة الدرقية (Thyroid gland) واحدة من أهم الغدد الصماء في الجسم، حيث تساهم في تنظيم عمليات الأيض فيه.
تشبه الغدة الدرقية شكل الفراشة وهي ذات لون بني محمرّ، وتقع مباشرة في الجزء الأمامي من منتصف الرقبة أسفل تفاحة آدم وأمام القصبة الهوائية.
وعلى الرغم من اختلاف وزن الغدة الدرقية من شخص إلى آخر اعتمادًا على حجم الشخص وعوامل أخرى، إلّا أنّها تزن ما يقارب 60 جرامًا في العادة. عندما تكون الغدة الدرقية بحجمها الطبيعي، لا يمكنك الشعور بها. لكن قد يزيد حجمها في بعض الحالات الفسيولوجية كما في الإناث خلال فترة الحيض والحمل.
تتكون الغدة الدرقية من فصين وتحتوي على خلايا مسؤولة عن تصنيع وإفراز هرمون الثايروكسين، ويعد اليود العنصر الأساس لإنتاج هذا الهرمون.
تدخل هرمونات الغدة الدرقية في كافة عمليات التمثيل الغذائي في الجسم. فهي تعزز نمو الجسم، وتنظم القلب والأوعية الدموية، وتحافظ على سلامة الجهاز الهضمي، وتطور الدماغ، وتحافظ على صحة العظام والعضلات، وصحة الجلد، والتأثيرات الإيجابية النفسية، وتنظيم عملية الإباضة والدورة الشهرية لدى المرأة، وبذلك فإن أي خلل في نشاط الغدة الدرقية يؤثر على كامل وظائف الجسم. ويعد قصور الغدة الدرقية أكثر إنتشاراً بين النساء.
أعراض قصور الغدة الدرقية :
قصور الغدة الدرقية يحدث عندما لا تنتج الغدة ما يكفي من الهرمونات مما يؤدي إلى تباطؤ وظائف الجسم، وأهم الأعراض هي:
– الخمول والكسل والتعب المستمر.
– زيادة الوزن رغم ضعف الشهية.
– عدم انتظام الدورة الشهرية.
– تقلب المزاج أو الإكتئاب.
– جفاف الجلد والبشرة.
– الشعور بالوخز في أصابع اليدين والقدمين.
– آلام العضلات والمفاصل.
– عدم تحمل درجة الحرارة الباردة.
– الإمساك.
قصور الغدة الدرقية والحمل والإنجاب:
قد يؤدي عدم انتظام الدورة الشهرية الناجم عن قصور الغدة الدرقية إلى تأخر الحمل والإنجاب، لذلك يُنصح بإجراء التحليل لهرمونات الغدة الدرقية لكل سيدة حامل أو ترغب في الحمل فلا يتأخر حملها.
عوامل الخطر:
يشمل خطر الإصابة بأمراض الغدة الدرقية النساء اللواتي يعانين من الأمور التالية :
– تاريخ سابق لأمراض الغدة الدرقية.
– تاريخ عائلي للإصابة بمرض الغدة الدرقية.
– تاريخ جراحة الغدة الدرقية (تمت إزالة الغدة الدرقية لعلاج سرطان الغدة الدرقية أو لعلاج تضخم الغدة الدرقية المصحوب بأعراض).
– السُمنة المفرطة.
– العمر فوق الثلاثين.
– تاريخ سابق بالإجهاض أوالعقم.
– تاريخ مرضي بوجود مرض مناعي ذاتي مثل مرض السكري من النوع 1 أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
– تناول الأدوية المضادة للغدة الدرقية (علاج فرط نشاط الغدة الدرقية) أو العلاج باليود المشع (علاج لسرطان الغدة الدرقية).
– التعرض للإشعاع على الرقبة أو أعلى منطقة الصدر.
مضاعفات قصور الغدة الدرقية مع الحمل :
قد يؤدي قصور الغدة الدرقية عند الأم أثناء الحمل إلى عدة مضاعفات منها:
– تأخر نمو الطفل.
– فقر الدم.
– انفصال المشيمة الباكر وتهديد حياة الأم والجنين.
– تشوهات خلقية لدى الجنين.
– خلل في تطورالجهاز العصبي لدى الجنين.
– تضخم الطحال والكبد لدى الأطفال حديثي الولادة.
– نزيف ما بعد الولادة.
العلاج:
قد تكون هناك مؤشرات لبدء العلاج بهرمون الغدة الدرقية لدى النساء المصابات باضطراب في الغدة الدرقية والحوامل أو الراغبات في الحمل.
الهدف من علاج قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل هو الحفاظ على مستوى هرمون الغدة الدرقية ضمن المعدل الطبيعي المرتفع.
يجب على النساء الحوامل المصابات بنقص هرمون الغدة الدرقية إجراء فحوصات الدم بشكل متكرر أثناء الحمل حيث قد تتغير المتطلبات.
خلال الحمل:
يعتمد الجنين في الأشهر الأولى من الحمل على هرمون الغدة الدرقية الذي يصله من الأم عبر المشيمة، والأم السليمة قادرة على زيادة الانتاج من الهرمون طبيعيًا. ولعلاج خمول الغدة الدرقية أثناء الحمل يتم استخدام دواء الليفوثيروكسين والذي يكون آمناً على الجنين خلال فترة الحمل، ومهماً لسلامة الحمل، ونمو الدماغ والجهاز العصبي لدى الجنين. في حال كانت الأم مصابة سابقاً بقصورالغدة الدرقية فيتم زيادة الجرعة بمقدار 20-30 % عند التأكد من وجود الحمل وإجراء تحليل دوري كل 6-8 أسابيع لضبط الجرعة الدوائية ولتعزيز نمو طبيعي للجنين وتقليل خطر الإجهاض.
يتم تناول علاج الثيروكسين قبل الإفطارب 30-60 دقيقة أي “على معدة فارغة” وبوقت مختلف عن تناول بعض الأدوية مثل مركبات الحديد، الكالسيوم، مضادات الحموضة بمقدار 4 ساعات حيث تؤثر هذه الأدوية على امتصاص الثيروكسين.
بعد الولادة :
تُنصح السيدة المصابة بقصور الغدة الدرقية بإجراء فحص هرمونات الغدة الدرقية بعد 6 أسابيع من الولادة ويمكنها العودة إلى جرعة ما قبل الحمل.