جوردن ديلي – دعت رئيسة ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني تغريد النفيسي، القطاع الخاص إلى زيادة نسبة تشغيل النساء إلى 30 بالمئة، للوصول إلى الاستدامة الحقيقية خلال العقد المقبل.
وقالت النفيسي في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الدراسات تشير إلى أن وجود السيدات في المراكز العليا في الشركات، يعني فساداً أقل ونتائج سنوية أفضل، على عكس الشركات التي توظف نساءً أقل.
وبينت أن جائحة كورونا، أثرت سلباً على سيدات الأعمال، نظراً لأن مشروعاتهن معظمها صغيرة أو متناهية الصغر، ولم تُعد من المشروعات المتضررة، إذ اضطرت الكثير منهن لوقف أعمالهن، لعدم قدرتهن على تحمل تكاليف الإغلاقات، بفعل نقص السيولة المالية وصعوبة حصولهن على التمويل.
وعرضت العوامل الرئيسية والمفصلية، التي تضعف مشاركة المرأة الأردنية اقتصادياً في سوق العمل، بمقدمتها تكاليف أجور النقل والعادات والتقاليد السائدة بالمجتمع وتدني الأجور.
وحسب معطيات إحصائية، بلغ معدل البطالة بين الإناث خلال الربع الثالث من العام الماضي 5ر27 بالمئة مقابل 1ر17 بالمئة للذكور. وأوضحت النفيسي أن المصانع والشركات والمؤسسات، بعيدة في معظمها عن الأماكن المكتظة بالسكان، ولاسيما النساء المتعطلات عن العمل، وبالتالي فإن نحو نصف الراتب المتوقع أن تحصل عليه المرأة، سينفق على المواصلات، وهو ما يجعلها تعزف عن العمل.
وصنفت دراسة حديثة للبنك الدولي، الأردن ضمن الاقتصادات العشرة الأكثر تحسناً في بيئة تنظيم مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي خلال الأعوام الأخيرة الماضية.
وبيّنت أنه لا يوجد إحصائية دقيقة لعدد الشركات، التي تملكها نساء أو تترأسها، وخصوصا أن الكثير منهنّ يعملن في القطاع غير الرسمي، لافتةً إلى أنها طالبت من خلال ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني، وزارة الصناعة والتجارة والتموين، والغرف الصناعية والتجارية، بإضافة بند الجنس في طلب تسجيل الشركات، لتسهيل عمل إحصائية.
وتشير بيانات غرفة تجارة عمان إلى أن عدد المؤسسات الفردية التي تمتلكها إناث يبلغ 3076 مؤسسة برؤوس أموال تزيد على 9 ملايين دينار، تتركز غالبيتها بالمواد الغذائية، فيما بلغ عدد الشركات التي تمثل الإناث شريكا فيها 9136 شركة أغلبها بالخدمات والاستشارات.
وحول الحد الأدنى للأجور البالغ 260 دينارا للعامل الاردني، قالت النفيسي، إنها تخشى من اعتبار المستثمرين له عاملا غير جاذب للاستثمار في الأردن، كونه مرتفعا بالنسبة لهم، ما سيدفعهم إلى توجيه استثماراتهم نحو بلدان أخرى، ذات أيدي عاملة منخفضة الأجر.
ورأت النفيسي أن الحد الأدنى للأجور، غير كاف للمواطنين في ظل الغلاء المعيشي والتضخم، داعية لزيادته لتشجيع النساء على الانخراط في سوق العمل، لاسيما وأن نسبة مشاركتهن تراوحت في العشرين عاماً الأخيرة ما بين 14 إلى 15 بالمئة، وهي من أقل المعدلات في الوطن العربي.
وقالت إن ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني، الذي تأسس عام 1976، يضم سيدات أعمال ومهنيات، ويساعدهن في عمل دراسات جدوى اقتصادية لمشاريعهن، والتوظيف، والتدريب، والتسويق، والبيع، إضافة لتثقيفهن بالمفاهيم المتعلقة بسوق العمل، من قوانين وإجراءات وغيرها.
كما يعقد الملتقى جلسات حوارية ومحاضرات توعوية بالتشارك مع مختلف المؤسسات الرسمية والخاصة، بما يساعد المرأة للوصول لمواقع اتخاذ القرار.
وللملتقى اتفاقيات مع جمعيات نسائية في مختلف محافظات المملكة، وتعاون مع معظم الغرف التجارية والصناعية، بحسب النفيسي التي طالبت بوجود كوتا للنساء في مجالس إدارات الغرف التجارية والصناعية أسوة بمعظم الدول العربية، لافتةً إلى أن هناك دراسات تجري حالياً بهذا الخصوص.
وأكدت النفيسي التي ترأس مجلس إدارة شركة ملتقى التداول، وصنفتها مجلة فوربس ضمن أقوى مئة سيدة في العالم لثلاث مرات، أنه لا يمكن دعم المرأة دون تمكينها اقتصادياً، من خلال اعتمادها على نفسها ودخلها الخاص، وبالتالي تحريك العجلة الاقتصادية، وزيادة معدلات النمو.
بترا- عائشة عناني