جوردن ديلي– قالت الباحثة في المركز الوطني للبحوث الزراعة الدكتوره رشا العمارين “إن الأنشطة البشرية غير المسؤولة في المملكة تشكل تهديداً حقيقياً للنظم البيئية الطبيعية”.
وبينت العمارين أن إلغاء دور الطبيعة بالأنشطة الحضرية أدى للإخلال بالحياة البرية البعلية وسوء الاستغلال والاستخدام، وأحدث تدهورا بالموائل الحيوية البرية وتآكل تربتها.
وأضافت، أن التنوع الجيولوجي في بيئة الأردن أسهم في التنوع الحيوي والمناخي وظهور بيئات متنوعة تلعب دورا مهما في الاستقرار البشري وضمان بيئة صحية لقاطنيه وأمنهم الغذائي.
وحذرت العمارين من الأنشطة البشرية التي تستنزف الموارد وتؤدي إلى تغيير البيئة الطبيعية، مشيرة إلى أن بعض الحيوانات تترك موطنها الأصلي وتنتقل إلى بيئة جديدة بحثا عن مصادر مائية شحت في موطنها الأصلي.
وقالت إن عدم المسؤولية في التعامل مع التربة؛ كالاستخدام المفرط للمبيدات والأسمدة الكيميائية، أدى لتلوث التربة والموارد المائية، كما أن الاستخدام الجائر للآلات الزراعية أدى الى تآكل التربة وإهلاكها والقضاء على كائناتها الدقيقة، مشيرة أيضا الى أن الرعي الجائر من الأسباب العديدة المسببة للتصحر.
وأشارت إلى أنه ورغم التزام الأردن باتفاقية التجارة العالمية للأصناف المهددة بالانقراض إلا أن هذا لم يمنع الصيد غير القانوني الذي شاع بشكل يعد تهديدا لأنواع الحياة البرية المختلفة.
وبينت العمارين أن المسؤولية المحلية يجب أن تتركز في عمل جميع القطاعات والمجتمعات المحلية الخاصة والحكومية لتفادي الممارسات غير المسؤولة كالرعي الجائر والاستخدام غير الحكيم لمصادر المياه المحدودة أصلا.
واقترحت إعادة تدوير المناطق المتدهورة والمهددة بالانقراض بيئياً، حيث يعد التهتك البيئي سببا مهما في تزعزع الأمن الغذائي باعتباره تهديداً حقيقياً للتنوع الحيوي.
وأشارت إلى أن الأردن يعمل جدياً على تطبيق سياسات وخطة استراتيجية استجابة لمتطلبات اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع الحيوي، التي تهدف الى رفع مستوى الوعي في حفظ التنوع البيولوجي، وتوجيه الاهتمام الوطني نحو حفظ وإدارة مستدامة للموائل الطبيعية.
وأشارت إلى أهمية وجود مبادرات لزيادة منشآت محمية ذات قيمة وتنوع حيوي عال للحفاظ على توعها البيولوجي للأجيال المقبلة بالتعاون بين الحكومة والمنظمات الأهلية، وتبني وتشجيع سياسات مستدامة وتهيئة وتعليم المزارعين وتوجيههم لأنواع ومحاصيل قليلة التكلفة وعالية الإنتاج بطرق وخطط زراعية حديثة.