جوردن ديلي – أجابت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، الدكتوره سمية سواميناثن، من خلال مقابلة تلفزيونية، عن أسئلة مهمة تتعلق باللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وترجم معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، المقابلة التي أجرتها فسميتا قوبطة، عبر برنامج (Science and 5)، لاطلاع موظفيه والمجتمع على كل ما هو علمي وجديد بشأن الفيروس واللقاحات.
وأوضحت سواميناثن، خلال المقابلة، مدى حاجة من يصاب بكورونا للمطعوم، وأسباب عدم إعطاء الأطفال اللقاح في الفترة الحالية، إضافة إلى بعض الأثار الجانبية للقاحات ومتى تستدعي مراجعة الطبيب.
س 1: سوف نبدأ بسؤال يتم طرحه علينا كثيرًا، إذا كنتُ قد أصبتُ بالفعل بـ covid-19، فهل ما زلتُ بحاجة إلى التطعيم؟
ج1: نعلم أن معظم الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد -19 يطورون استجابة مناعية، لكن هناك مجموعة صغيرة من الأشخاص، (خاصة أولئك الذين أصيبوا بعدوى خفيفة جدًا أو أحيانًا لا يعرفون حتى أنهم قد أصيبوا إذ لا توجد لديهم أعراض) من الذين نعرف أن لديهم مناعة أقلُ قوةً واستجابة بالمقارنة مع أولئك الذين أصيبوا بمرض شديد، ولديهم استجابة جيدة للأجسام المضادة.
لذلك بشكل عام نوصي الآن بأن يحصل الأشخاص على لقاح إذا وقعوا في تلك المجموعة ذات الأولوية بغض النظر عن حقيقة أنهم أصيبوا بعدوى سابقة أم لا.
الشيء الجيد هو أن الجهاز المناعي يتعرف على نفس المستضد ونفس البروتين، لذا حتى إذا كنت قد أصبت بعدوى سابقة وحصلت الآن على لقاح، فإنه يعمل كمعزز للاستجابة المناعية لكل من استجابة الأجسام المضادة وكذلك استجابة الخلايا التائية. وبذلك ستكون أكثر ثقة بأن لديك استجابة مناعية جيدة وستستمر لفترة طويلة.
كم من الوقت ستستمر هذه المناعة؟ هو شيء لا يزال الباحثون ينظرون إليه ولا نعرف الإجابة عليه، ولكن في هذه المرحلة، نوصي بالحصول على لقاح سواء كنت مصابًا بعدوى سابقة أم لا.
س 2: سؤال شائع آخر نتلقاه وهو أن الدفعة الحالية من لقاحات كوفيد -19 ليست للأطفال دون سن 16 عامًا، فما السبب وما رأي العلم في ذلك؟
ج 2: كلما تم تطوير عقار أو لقاحات جديدة، فإنها تخضع للتجارب السريرية، أليس كذلك؟ يتم الاختبار على الأشخاص المصابين بالمرض للتأكد من أن هذه اللقاحات آمنة وفعالة على حد سواء، وهذا عادة ما يبدأ مع البالغين، لأنه في حال وجود آثار جانبية غير متوقعة لا نعرف عنها، فإننا لا نريد أن يكون الأطفال هم أول من يتعرض لذلك. لقد تم اختبار جميع اللقاحات التي تم تطويرها حتى الآن على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا (وفي حالة واحدة 16 عامًا)، وبالتالي فإن الفئات التي توجد بيانات عنهم هم الذين نوصي بإعطائهم هذه اللقاحات. كوفيد-19 هو مرض أكثر خطورة وفتكًا لدى الأكبر سناً، وقد حرص جميع المطورين على تضمين الأكبر سناً والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب، لذلك نحن نعلم أن هذا اللقاح يعمل وأنه آمن وقد حصل على الموافقات.
ستبدأ الدراسات على الأطفال قريبًا وفي الأشهر المقبلة سنحصل على المزيد من البيانات حول الأطفال، كما أن الإمدادات العالمية من اللقاحات محدودة ولذلك يتم استهدافها لأولئك الذين يعانون من مخاطر عالية في البداية، لذا بحلول الوقت الذي نحصل فيه على البيانات عن الأطفال سيكون هناك المزيد من اللقاحات، وسنضع الإرشادات الخاصة بالتطعيم للأطفال، ولكن اعتبارًا من الآن، فإن اللقاحات مخصصة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا.
س 3: سمية، في عائلتي، تم إعطاء اللقاح لوالدتي المسنّة لأنها من مجموعة عالية الخطورة، أحد الأسئلة الشائعة التي أحصل عليها ونراها أيضًا في جداولنا الزمنية هي: ما هي الآثار الجانبية الشائعة لمجموعة اللقاحات الحالية، وأيضا متى يجب استدعاء الطبيب بعد التطعيم؟
ج 3: ما يحدث عندما تذهب للتطعيم في العيادة هو أنك تأخذ اللقاح الخاص بك ثم يُطلب منك الانتظار لأن مقدمي الرعاية الصحية يرغبون في مراقبة حالتك لفترة من الزمن. نادرًا جدًا، قد يكون لديك رد فعل تحسسي، ولكن وجودط في العيادة فسيمكنهم الاعتناء بها، ولهذا السبب يُطلب منك الانتظار. عدا ذلك فإن الأعراض الشائعة بعد التطعيم هي عادة ألم أو وجع أو احمرار أو تورم في الذراع في موقع الحقن، كما قد تشكو من حمى بسيطة الدرجة، وأوجاع في الجسم، أو وجع في الرأس أو قد لا تشعر بشعور جيد، وهذا أمر متوقع لأن نظام المناعة في الجسم يتفاعل مع هذا المستضد الذي يتم وضعه في الجسم ويستعد جهاز المناعة لمكافحته.
عادة ما تستمر الأعراض من يومين إلى ثلاثة أيام، ثم ستشعر بأنك بخير تام بعد تجاوز الأيام الثلاثة أو الأربعة الأولى. بعد ذلك إذا ظهر لديك أي شيء غير عادي أو إذا استمر أي من هذه الأعراض أو كان لديك أعراض أخرى غير عادية لا تعاني منها في الوضع الطبيعي، فقد يستحق الأمر الذهاب إلى نفس المكان الذي تلقيت فيه اللقاح الخاص بك والإبلاغ عن ذلك.
أو إذا كان لديك تطبيق جوال، فيمكنك القيام بذلك من خلاله لأنه من المهم أن نتتبع الأشخاص الذين يتلقون هذه اللقاحات ونقوم بتسجيل أي شيء غير عادي والآثار الجانبية التي قد تحدث. نحن نقوم بجمع قاعدة بيانات عالمية الآن، والشيء الجيد هو أنه حتى هذا اليوم تم إعطاء حوالي 100 مليون جرعة لقاح في جميع أنحاء العالم في الشهرين الماضيين فقط، وحتى الآن لم تكن هناك علامات أو إشارات تحذير كبيرة، ولكن نحن بحاجة إلى الاستمرار في تلك المتابعة والبيانات، لذا يرجى الإبلاغ عن أي شيء غير عادي يحدث، مع توقع بعض الآثار الجانبية الخفيفة التي قد تستمر لبضعة أيام.