جوردن ديلي– تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم السبت، عن مفهوم جودة الحياة المرتبط بالصحة، والذي يشمل الجوانب ذات التأثير على الصحة سواء الجسدية أو العقلية.
وتبين نشرة المعهد تعريف جودة الحياة، المصطلح الذي تطور منذ ثمانينيات القرن الماضي، ويعد مؤشرا للاحتياجات غير الملباة ونقاطاً للتدخل، وتوضح كيفية قياس الجودة المتعلقة بالصحة لدى الأفراد والمجتمعات، وأهمية ذلك في مراقبة الصحة العامة.
عند الحديث عن جودة الحياة (QOL)، هناك أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات، منها: كيف تقيّم حياتك؟ هل تشعر بالرضى عن نفسك وعن حياتك؟ هل تشعر بالرضى عن حالتك الصحية وعن مدى صحة البيئة المحيطة بك؟ هل رغبة الإنسان في تحقيق المزيد في حياته دومًا، تعكس سخطًا، أم رغبة مشروعة نحو حياة أفضل جودة؟ هل تشغلك هذه التساؤلات؟ ما هي جودة الحياة؟
جودة الحياة (QOL) هو مفهوم واسع متعدد الأبعاد يتضمن عادةً تقييمات ذاتية لكل من الجوانب الإيجابية والسلبية للحياة.
ومما يجعل قياسه صعبًا هو أن مصطلح “جودة الحياة” له معنى مختلف لكل شخص تقريبًا، ويتأثر ذلك بأفكار الفرد وطموحاته ومستواه الأكاديمي وعوامل أخرى، لذا يمكن للأفراد والجماعات تعريفه بشكل مختلف.
تطور مفهوم جودة الحياة المتعلقة بالصحة (HRQOL) ومحدداته منذ الثمانينيات من القرن الماضي ليشمل تلك الجوانب من الجودة الشاملة للحياة التي يمكن أن تظهر بوضوح أنها تؤثر على الصحة سواء الجسدية أو العقلية.
وتعرف منظمة الصحة العالمية جودة الحياة (Quality Of Life) بأنها “إدراك وتصور الأفراد لوضعهم وموقعهم في سياق نظم الثقافة والقيم التي يعيشون فيها وعلاقة ذلك بأهدافهم وتوقعاتهم ومعاييرهم واعتباراتهم، وهو مفهوم واسع النطاق يتأثر بالصحة الجسدية للشخص وحالته النفسية ومعتقداته الشخصية وعلاقاته الاجتماعية”.
على المستوى الفردي، يتضمن مفهوم جودة الحياة المتعلقة بالصحة (HRQOL) تصورات الصحة البدنية والعقلية (على سبيل المثال، مستوى الطاقة والمزاج) وما يرتبط بها من المخاطر والظروف الصحية، والحالة الوظيفية، والدعم الاجتماعي، والحالة الاجتماعية والاقتصادية.
على مستوى المجتمع، يتضمن مفهوم جودة الحياة المتعلقة بالصحة (HRQOL) الموارد على مستوى المجتمع والظروف والسياسات والممارسات التي تؤثر على التصورات الصحية للسكان والوضع الوظيفي.
ما أهمية قياس جودة الحياة؟
جودة الحياة أمر مهم للجميع. يعود الجدل حول نوعية الحياة إلى آلاف السنين، حيث أعطى أرسطو الكثير من التفكير في كتابه “الأخلاق النيقوماخية” واستقر في النهاية على مفهوم الحياة الجيدة، وهو مصطلح يوناني يُترجم غالبًا على أنه السعادة.
وتقليديًا، كانت الصحة تُقاس بشكل ضيق ومن منظور العجز، وغالبًا ما كانت تضم مقاييس المراضة أو الوفيات. ثم تم تعريف الصحة على نطاق واسع جدًا منذ نصف قرن مضى على أنها ” بُنية متعددة الأبعاد تشمل المجالات الجسدية والعقلية والاجتماعية”.
ونظرًا لأن التطورات في القطاع الصحي أدت إلى علاجات أفضل للأمراض الموجودة وتقليل نسبة الوفيات، كان من المنطقي أن يبدأ الذين يقيسون النتائج الصحية في تقييم صحة السكان ليس فقط على أساس إنقاذ الأرواح، ولكن أيضًا من حيث تحسين نوعية الحياة.
تُعد جودة الحياة مقياسًا مهماً للغاية للسعادة وهي عنصر مهم في العديد من القرارات المالية. إذ يمكن أن تنطوي القرارات المالية في كثير من الأحيان على مقايضة حيث يتم تقليل جودة الحياة من أجل توفير المال أو كسب المزيد من المال، أو على العكس من ذلك، يمكن تحسين نوعية الحياة عن طريق إنفاق المزيد من الأموال.
كيف يتم قياس جودة الحياة المتعلقة بالصحة لدى الأفراد والمجتمعات؟
عادةً ما يتم تقييم جودة الحياة من خلال مؤشرات متعددة للحالة الصحية المُدرَكة ذاتيًا والأداء البدني والعاطفي. توفر هذه التدابير مجتمعة تقييمًا شاملاً لعبء الأمراض والإصابات والإعاقات والظروف الأخرى التي يمكن الوقاية منها
أصبح قياس جودة الحياة مكونًا مهمًا في مراقبة الصحة العامة ويعد عمومًا مؤشرا للاحتياجات غير الملباة ونقاطاً للتدخل. أيضًا، تعد الحالة الصحية التي يتم تقييمها ذاتيًا مؤشرًا أقوى للوفيات والمراضة أكثر من العديد من المقاييس الموضوعية للصحة الذي تقتصر على ما يمكن رؤيته تحت المجهر.
كما يُمكّن بناء جودة الحياة الصحية من معالجة مجالات أوسع للسياسة العامة الصحية بالتعاون مع دائرة أوسع من الشركاء الصحيين، بما في ذلك الخدمة الاجتماعية، ومخططي المجتمع، ومجموعات الأعمال.