جينا صالح … لبست ثوب العيشِ لم أُستشر …!
جينا صالح
مَضت عشرة أيّام على آخر رسالة’ ! بينما اكتبُ لك يا حبيبي…(أستمعُ لرائعة الخيّام تشدوها الست) ، رسائل كثيرة كتبتُها ولم أُرسلها ؛ ففي كل يوم كان يتسلّل اليها الكثير من الأسرار التي كنت أخشى أن تعرفها ‘سأُخبرك بعضاً منها الآن على أية حال ‘وانت الذي بدا لك من أمري ما بدا.. .. يشتعل فتيل البوح في رأسي’ولا أدري في أيّ محطات الشعور سيكون الإنفجار !
استمع بِحب ‘أكتب بِشغف وأحتسي قهوتي بانتشاء’ قد يبدو لك الأمر عاديّاً ولكن ثمالة الشعور تجعلني أهيم في سماوات االمحبة و الولَه ؛ فالقلب قد أضناه شُح الوصال والصدر قد ضاق بما لا يُقال’ (الله عليكِ يا ست) !
‘ أُدرك يا عزيزي الى أين سيأخُذني هذا البوح ‘ولكني ما عُدتُ أُطيق هذا البُعد فأردت أن نلتقي ولو بالكتابة إن كان ثمّة إنصاف في هذه الحياة اللّعينة.
يوماً بعد يوم صِرت أقرب الى نفسي منها فهذا الوجد اللّاعج يحرق قلبي ؛ فتعال (واطفئ لظى القلب بشهد الرّضاب) الله !!! هذا التّعمّق و التصوّر يجعلني على قيد الشعور ‘يجعلني اكثر حُبّاً و استدراكاً أن ثمّة طريق آخر سأسلُكه في غياهب دروب جديدة لا أعرف ماهيتها ! كل ما أعرفه أنني سأكون بحال أفضل.. بقلق وكأنّ الريح تحتي(وأنا المرأة التي لم تخشَ الريح) !.. بوجوم ‘وكأنّ حصوات تحت لساني (وأنا التي كنت مسكونة بالثرثرة) ! أمضي..
اطمئن يا حبيبي’ أنا بخير ؛ تألّمت وانتهى الأمر’ستكون راحتي هي(باروميتر)علاقتي مع الأشياء و الأشخاص من قريب و بعيد .
فمن بعد طول تأجيل منّي و تأخير من القدر اخيراً ‘ قُمت بتعزيل حياتي؛ طهّرت الأمكنة’غيّرت وجوه’واستبدلت أزمنة! نظّفت دروب العمر الحاضر من دَنَس أقدام و عقول بعض المارّين في زمن مضى’..والعابرين إلى زمن آت ‘ أزلت و(بقدر المُستطاع) كل ما علق في الذاكرة من أوجاع و علّقت على جُدرانها احلام جديدة’ و أنا التي لطالما أنهكتني أحلامي أكثر من أيامي! أما القلب فلم أقرَبُه ؛ وقد وجدتك جالساً فيه ..!
أشعر بأن هذا الليل من أشدّ الليالي ثقلاً على قلبي و روحي ؛ فلم تصلني منك أيّ رسالةٍ بَعْد!
أتمنى أن يكون حبرك الذي نفد لا وقتك ‘الساعة الآن ما بعد الصبر بتوقيت الشوق! ماذا لو أنّ سحابة روحك تمطرني الآن بنظرة من بعد هذا (الجفاف) !! فيذهب الظّمأ وتبتلّ العروق ويثبت الوصل بأمر .. (الكفاف) !
يأتي بذهني شعور كُنّا معاً عشناه!!!… حديث عن صديق عتيق ‘ وقطعة من شطّ على طرَف بحر آمن و مُسْتَقر و قمر منير يهتز انعكاس نوره على سطح البحر بخفّة بهدووووء’ وأُغنية قديمة وأن يخرج منّا كل هذا الصخب المُفرط بالوجع و الألم ؛لكي نرتاح !!!! أيّ حياة هذه يا حبيبي أبلغ أُمنياتنا فيها أن … نرتاح ! نرتاح فقط …!
بينما اشكو اليك قلّة حيلتي و ضعفي تشاركني ثومة الحيرة و تُردّد: (كيف )أضنو الثوبَ عنّي ولم أُدرك لماذا جئت .. وأين المَفر !!!