جوردن ديلي – يمكن لإقليم شرق المتوسط الاستفادة من الجهود المنظمة لمكافحة التبغ، كما يتضح من نتائج إحدى الحملات الإقليمية التي وصلت إلى 50 مليون شخص في جميع أنحاء مصر والأردن والعراق وفلسطين خلال فصلي الصيف والخريف من عام 2022.
خلال الجائحة، أدركت العديد من الحكومات أهمية حماية مستخدمي التبغ من كوفيد-19 كونه يؤدي إلى تعريض المدخنين لخطر الإصابة بأعراض ومضاعفات وخيمة. وفي إطار الاستجابة لارتفاع معدلات التدخين – على سبيل المثال في الأردن، بلغت 65.3٪ بين الرجال– أطلقت مبادرة إقليمية تحت عنوان متحدون ضد التبغ والكوفيد وتهدف إلى إطلاق حملة إعلامية استراتيجية للفت الانتباه إلى أضرار التدخين والتشجيع على الإقلاع عنه. والمبادرة بتمويل من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بالشراكة مع الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) ومنظمة Vital Strategies.
وقالت رئيسة فرع مكافحة التبغ، مكتب التدخين والصحة في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، الدكتورة إندو أهلواليا “لا يزال التدخين السبب الرئيسي للأمراض التي يمكن الوقاية منها، وسبب في الإعاقة والوفاة في جميع أنحاء العالم”. وأضافت أنه “إلى جانب تثقيف الملايين من الناس حول مخاطر التدخين وتشجيع الناس على الإقلاع عنه، فقد عززت حملة متحدون ضد التبغ والكوفيد أيضا جهود مكافحة التدخين في جميع أنحاء المنطقة. كما فتحت هذه الحملة إمكانيات جديدة لوضع سياسات أقوى تستند إلى الأدلة بهدف مكافحة التدخين وحماية صحة الملايين من الناس”.
وبذات السياق، قالت السيدة ريبيكا بيرل، نائب الرئيس للشراكات والمبادرات في منظمة Vital Strategies “سلطت هذه المبادرة الضوء على فعالية الحملات الإعلامية والحاجة إلى بث رسائل تهدف إلى مكافحة التبغ وما تحدثه من صدى في المنطقة”. وتابعت قائلة “لم تساعد مبادرة متحدون ضد التبغ والكوفيد الملايين من مستخدمي التبغ على التفكير في الاستفادة من خدمات الإقلاع عن التدخين والوصول إليها فحسب، بل حفزت صانعي السياسات على دعم إيجاد الأماكن الخالية من التدخين وتعزيز بيئة مواتية لتغيير السياسات. وإننا فخورون بأن هذا العمل قد حفز الجهود المبذولة لمكافحة التبغ، وهذا يمثل نقطة انطلاق مهمة في المساعدة على حماية صحة الملايين في جميع أنحاء المنطقة”.
النتائج الرئيسية:
وصلت الحملة إلى ما يقدر بنحو 50 مليون مدخن وغير مدخن في أربعة بلدان من خلال التلفاز ووسائل الإعلام الإلكترونية والإذاعة والإعلانات المثبتة على الطرق، مثل اللوحات الإعلانية والملصقات.
يتضمن هذا العدد التقديري ما يقارب من 29 مليون شخص في مصر، و25 مليون في العراق، و3 ملايين في الأردن، وأكثر من 2.5 مليون في فلسطين.
أظهرت الحملة ونتائج التقييم بعد تنفيذها أن الكثيرين في جميع أنحاء مصر والعراق والأردن وفلسطين طلبوا الدعم للإقلاع عن التدخين. فعلى سبيل المثال، تضاعفت تقريبا الزيارات إلى عيادات الإقلاع عن التدخين في الأردن خلال الحملة بواقع 865 زيارة قبل (آذار/مارس – أيار/مايو) مقارنة ب 1,392 زيارة طوال مدة الحملة (تموز/يوليو – آب/أغسطس).
وقالت الدكتورة رندى سعد، الأخصائية الفنية في امفنت “في منطقة يندر فيها إطلاق حملات لمكافحة التدخين، قد تؤدي حملة واحدة إلى نتائج متعددة، وقد ظهر ذلك من خلال نتائج عملية التقييم – بدءا من التشجيع على الحد من انتشار التدخين ووصولاً إلى التأثير على تغيير السياسات والسلوكيات”.
وذكرت صاحبة السمو الملكي الأميرة دينا مرعد، التي كانت المتحدث الرئيسي في حفل إطلاق الحملة في الأردن “لقد أدت الأمراض المرتبطة بالتبغ إلى تلاشي الكثير من الآفاق الواعدة بمستقبل مشرق”. وأضافت سموها “بصفتي مناصراً منذ فترة طويلة لمكافحة التدخين، فإنني فخورة بأن أشهد انطلاق الحملات الإعلامية في الأردن والمنطقة ككل بهدف تسريع اعتماد استراتيجيات مجربة ومنخفضة التكلفة تقلل من استخدام التبغ وتحسن صحة السكان”.
وأضافت د.امل عريفج ،المديرة العامة للجمعية الملكية للتوعية ، الشريك المطبق للحملة في الأردن بالتعاون مع وزارة الصحة : ” تعتز الجمعية الملكية للتوعية الصحية بهذه الشراكة وفخورين بالنتائج التي حققتها الحملة من حيث الوصول المجتمعي العالي وردود الفعل الايجابية، ونسعى لتكثيف الجهود للتقليل من نسب استخدام التبغ المرتفعة على المستوى الوطني وما له من آثار وخيمة صحية واقتصادية واجتماعية”.
النتائج القطرية بالتفصيل:
الأردن
ما يقارب من 36٪ من المشاركين في استطلاع تقييم ما بعد الحملة تذكروا الحملة بعد ثلاثة أشهر من انتهائها وكان نصفهم تقريبا من المدخنين.
شاهد معظم المشاركين في الاستطلاع الحملة على التلفزيون (52٪) ووسائل التواصل الاجتماعي/ الإلكترونية (37٪).
أدت رسائل الحملة التأثير المنشود: 52٪ قالوا إن الحملة زودتهم بمعلومات جديدة ووافق 72٪ على أنها جعلتهم يفكرون في أضرار التدخين.
بعيدا عن الأهداف الأساسية للحملة، وجد الاستطلاع في الأردن أن الحملة عززت الدعم العام لسياسات منع التدخين. وأيد أكثر من 90٪ ممن شملهم الاستطلاع في الأردن سياسات منع التدخين المفروضة في المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات. وارتفع هذا الدعم بين من كانوا على دراية بالحملة مقارنة بالآخرين.
فلسطين
أعرب المشاركون عن دعمهم الكبير لسياسات منع التدخين، حيث دعا أكثر من 84٪ من المشاركين في الاستطلاع إلى فرض مباني جامعية خالية من التدخين.
قامت وزارة الصحة بمواءمة افتتاح عيادات الإقلاع عن التدخين مع إطلاق الحملة واستخدمت منصة الحملة للبدء في الإعلان عن هذه العيادات.
كما دفعت الحملة بلدية رام الله إلى إطلاق الجهود لفرض حظر على بيع منتجات التبغ للقصر.
العراق
دعا العديد من الناس، بمن فيهم صانعو السياسات، إلى وضع أنظمة شاملة وأكثر صرامة لمكافحة التدخين، بما في ذلك سياسات منع التدخين.
في أيلول/ سبتمبر 2022، طلبت وزارة الصحة من شركاء حملة متحدون ضد التبغ والكوفيد تمديد الحملة ثلاثة أيام أخرى لتغطي اربعينية الحسين. وقد مكن هذا التمديد الجمعية الطبية العراقية الموحدة للإغاثة والتنمية من الوصول إلى ما يقدر بنحو 600,000 إلى 700,000 زائر.
مصر
وصلت الحملة إلى 20.1 مليون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي و 8.5 مليون من خلال التلفاز والراديو.
وأبلغت وزارة الصحة عن زيادة في عدد المكالمات إلى الخط الساخن للإقلاع عن التدخين التابع للوزارة خلال فترة الحملة.
أطلقت الحملة تحت قيادة وزارة الصحة، التي أشرفت على إعداد المواد الإعلامية، ودعمت نشرها وحملت شعار الوزارة.
وشملت المنظمات الشريكة القطرية جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة – مصر، ومعهد الصحة العامة والمجتمعية، ومركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت- فلسطين، والجمعية الملكية للتوعية الصحية -الاردن، والجمعية الطبية العراقية الموحدة للإغاثة والتنمية- العراق. ودعمت وزارات الصحة في البلدان الأربعة الحملة بالتمويل أو الدعم العيني أو من خلال رعاية الحملة.
الوصول إلى موقع الحملة هناhttp://www.unitedagainsttobacco.org
شاهد فيديو الحملة، الصدى، المعروض في الأردن وفلسطين والعراق هنا ECHO video
المنهجية: استخدم مزيج من أساليب التقييم خلال وما بعد الحملة لتقدير التأثير الناجم عنها في البلدان الأربعة. وشمل ذلك تحليل مدى وصول وسائل الإعلام حسب تقديرات وكالات التخطيط الإعلامي، وعدد المقالات الإخبارية المنشورة حول إطلاق الحملة، والمراقبة المستمرة لأداء الحملة من قبل مديري الحملة، ودراسات تقييم النتائج في الأردن (باستخدام الأساليب الكمية) وفلسطين (باستخدام الأساليب النوعية في المقام الأول).
والشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) هي شبكة إقليمية تعمل بشكل أساسي على تعزيز أنظمة الصحة العامة في إقليم شرق المتوسط وخاجه. وتعمل امفنت بالشراكة مع وزارات الصحة والمنظمات غير الحكومية والوكالات الدولية والقطاع الخاص ومؤسسات الصحة العامة الأخرى في المنطقة والعالم لتعزيز الصحة العامة والوبائيات الميدانية.