جوردن ديلي – عندما انهارت عملة “تيرا” العامَ الماضي، وتبعها انهيار بورصة “إف تي إكس”، سارع مستثمرو التجزئة لشراء العملات المشفرة مع انخفاض أسعارها.
طبعًا جاء ذلك بدافع طموحاتهم في اقتناء الأصول بثمن بخس، لكن في هذه الأثناء، كان كبار المستثمرين والذين يعرفون بـ”حيتان العملات المشفرة” يبيعون أو باعوا بالفعل حيازاتهم بالجملة، وهو ما تكبد تكلفته أقرانهم الأقل تأثيرًا في السوق.
ووفقًا لدراسة أجراها بنك التسويات الدولية، والتي نظرت في بيانات بورصات العملات المشفرة، فإن العديد من مستثمري التجزئة خسروا أموالًا على استثماراتهم خلال انهيار الأسعار.
ورجح البنك أن تكون هذه الخسائر تفاقمت، بسبب بيع المستثمرين الأكبر والأكثر تطورًا في التعامل مع السوق، لعملاتهم قبل الانخفاض الحاد في الأسعار العام الماضي.
جاء ذلك في تقرير للبنك هذا الأسبوع، صاغه المحللون “جوليو كورنيلي” و”سيباستيان دوير” و”جون فروست” و”ليوناردو جامباكورتا”، والذي عنونوه بـ”في البحار العاصفة الحيتان تأكل الكريليات”.
مع الانهيار الكارثي لعملة “تيرا” وبورصة “إف تي إكس” انخفضت عملة البيتكوين بأكثر من 64% في عام 2022، حيث بدأت العام عند نحو 47300 دولار وأغلقت قرب 16500 دولار.
للتحقيق في ما حدث، أنشأ باحثو بنك التسويات الدولية قاعدة بيانات لتطبيقات البورصات التي يستخدمها مستثمرو التجزئة عبر 95 دولة، وجمعوا بيانات تمتد بين أغسطس 2015 إلى ديسمبر من العام الماضي.
وجد الفريق أنه مع ارتفاع الأسعار ووصول بيتكوين إلى ما يقرب من 69 ألف دولار في نوفمبر من عام 2021، دخل المزيد والمزيد من المستخدمين إلى السوق.
تضخم المتوسط الشهري لعدد المستخدمين النشطين يوميًا إلى أكثر من 30 مليونًا في جميع أنحاء العالم، ارتفاعًا من 100 ألف، بحسب الدراسة.
وجد الباحثون أن ثلاثة أرباع المستخدمين الذين قاموا بتنزيل تطبيقات البورصات استخدموها عندما كانت عملة البيتكوين أعلى من 20 ألف دولار.
افترض الباحثون أن كل مستخدم جديد اشترى 100 دولار من البيتكوين في الشهر الأول من تنزيل التطبيق وفي كل شهر لاحق، بحسب التقرير.
الحقيقة أن الإقبال على السوق مع تزايد الأسعار، يشير إلى أن العديد من المستخدمين كانوا يخوضون في الأمر لمجرد أن الأسعار المرتفعة اجتذبتهم، ويتوقعون استمرار ارتفاعها.
في المقابل، ووسط اضطرابات العام الماضي، حيث عانت العملات المشفرة من خسائر كبيرة، انتعش نشاط التداول “بشكل ملحوظ” في نفس الأثناء.
قال بنك التسويات إن هذه الأنماط تشير إلى أن المستخدمين حاولوا تجاوز الموجة عبر تعديل محافظهم بعيدًا عن العملات المعرضة للضغط لصالح أخرى آمنة مثل العملات المستقرة.
قلل أصحاب المحافظ الكبيرة “الحيتان” من حيازاتهم من البيتكوين في الأيام التي أعقبت “حلقات الصدمة” هذه، فيما زاد المستثمرون متوسطو الحجم والأصغر “الكريليات” من مشترياتهم منها.
وأكد المحللون أن أنماط الأسعار تشير إلى أن المستثمرين الكبار كانوا قادرين على بيع أصولهم قبل الانخفاض الحاد في الأسعار، وهكذا استفاد كبار الملاك على حساب صغار المستثمرين.