نضال الزبيدي
جوردن ديلي – قال سفير إيرلندا لدى الاردن الدكتور فنسنت اونيل ان الأردن بلد مهم جداً في المنطقة ، مؤكدا دعم بلاده لحل الدولتين، تكون القدس الشرقية عاصمة دولة للشعب الفلسطيني وهو ، وفقا لاونيل ، “موقف لم يتغير”، اذ ان ايرلندا كدولة وعضو أيضا في الاتحاد الأوروبي ، متمسكة بموقفها ودعمها للأردن في هذا الاطار .
واشار في حديث لـ جوردن ديلي بمناسبة الاحتفال بعيد القديس باتريك، وهو اليوم الوطني لإيرلندا الذي يصادف اليوم الاربعاء، انه ومنذ انتخاب بلاده عضوا في مجلس الأمن في كانون ثاني / يناير هذا العام ،تعمل ايرلندا من أجل دفع عملية السلام في المنطقة مع الولايات المتحدة الامريكية وشركائها في الاتحاد الأوروبي لمحاولة إحراز تقدم في هذا المجال.
وعن إفتتاح سفارة بلاده في عمان ، قال السفير اونيل أنه في العام 2018 ، اتخذت الحكومة الايرلندية قرارًا بفتح عدد اخر من السفارات حول العالم إذ ان لديها التزام سياسي قوي بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، وكذلك انطلاقاً من علاقاتنا القوية والمتينة مع الأردن.
وأضاف إنه “تم اتخاذ القرار بفتح سفارة هنا في الأردن في عام 2018 وتم تعييني أول سفير وأنا فخور جدًا بذلك” ، مشيرا الى انه وصل الى الاردن في كانون ثاني / يناير 2019 للعمل على تعزيز علاقاتنا السياسية والتجارية والثقافية وكذلك للعمل مع الأردن لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط ولمساعدة الاردن من خلال الدعم الانمائي للاجئين الذين تستضيفهم المملكة.
واشار الى أن “فيروس كورونا عطل خططنا قليلاً ولكننا سعداء لوجودنا هنا وقد استقبلنا استقبالا حاراً ، أعتقد أن الأردن وأيرلندا لديهما روابط قوية جدًا والعديد من أوجه التشابه بيننا كشعبين ولدينا العديد من أوجه التشابه الثقافية والعائلية. أعتقد أن الكثير من الناس ودودون للغاية هنا ومضيافون للغاية ، أنهم يفهمون تاريخ بعضنا البعض ونحن أيضًا دول صغيرة ، وسكان شباب.”
وأضاف “لدينا علاقات اقتصادية جيدة. العام الماضي ، شاركنا في إنشاء جمعية الأعمال الأردنية- الأيرلندية JIBA ، ولذا نحن نعمل بجد لتعزيز التعاون الاقتصادي حتى تستفيد أيرلندا ويستفيد الأردن “، مبينا ان الميزان التجاري، بلغ العام الماضي حوالي 150 مليون يورو ويشمل السلع والخدمات ويميل لصالح ايرلندا ، مشيرا الى ” اننا نحاول العمل مع الأردنيين لمعالجة هذا الوضع لا سيما في مجال الخدمات وكذلك في الصادرات الغذائية.”
ولفت الى ان العمل جاري مع شركات أردنية لجمعها بشركات ايرلندية ، خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كقطاع رئيسي ، حيث تتخذ كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم من ايرلندا مقراً اوروبياً لها.
وبين “نحن نعمل مع إنتاج int@j ، ولدينا عدد من الندوات عبر الإنترنت تحاول أن ترى الطرق التي يمكن للشركات المهتمة العمل معًا حتى يتسنى لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأيرلندية الوصول إلى نقاط القوة والمهارات التي تتمتع بها شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردنية ، وبالمثل بما يمكن للشركات الأردنية استخدام أيرلندا كوسيلة للوصول إلى الأسواق في الاتحاد الأوروبي.”
واشار السفير اونيل الى عقد عدد من الندوات لبحث تسهيل ادخال المزيد من الصادرات الأردنية من الفواكه والخضراوات وزيت الزيتون وبعض المنتجات الأردنية الأخرى الى ايرلندا وكذلك لمعرفة الطرق التي يمكن من خلالها تسويق واردات الغذاء الايرلندية في المنطقة.
وفيما يتعلق بقطاع التعليم ، أكد أونيل ضرورة تقوية روابط التعليم التي يمكن أن تفيد البلدين الصديقين، بحيث يمكن للطلبة الأردنيون قضاء عام من دراستهم في إحدى الجامعات الأيرلندية وتعلم اللغة الإنجليزية وربما الحصول على بعض الخبرة العملية ،”وبالمثل فإننا نحاول ترتيب ذلك حتى يتمكن طلابنا من القدوم إلى الاردن والقيام بدورة دراسية لمدة عام واحد هنا وتعلم اللغة العربية في الجامعات الاردنية ومدى امكانية ذلك من خلال برنامج Erasmus للتبادل الطلابي” ، لافتا بهذا الصدد الى مجال التدريب الطبي ، حيث يذهب العديد من الطلبة الأردنيين إلى أيرلندا لدراسة الطب ، حيث يتم الآن بحث امكانية المساعدة في تدريب الاطباء الاردنيين في الاردن حتى لا يتكبدوا عناء السفر إلى الخارج .
واعرب عن أعتقاده ان الحكومة الاردنية ممكن ان تكون مهتمة بالاستماع إلى تجارب بلاده في مجال الزراعة ، موضحا ” تاريخيا ، كنا دولة فقيرة جدا تعتمد بشكل كبير على الزراعة. الآن ، نحن لا نعتمد كثيرًا على الزراعة من حيث حجم ما تساهم به في اقتصادنا ، وانتقلنا من كوننا بلدًا بالكاد يمكنه إطعام نفسه، إلى بلد ينتج ما يقرب من 10 أضعاف الغذاء الذي نأكله، لذلك نقوم بتصدير المواد الغذائية إلى 160 سوقًا حول العالم.”
وفيما يتعلق باللاجئين السوريين ، أشار أونيل الى ان حكومة بلاده تقدم دعما سنويا يزيد عن 3 مليون يورو لوكالات الامم المتحدة العاملة في مجال مساعدة اللاجئين ، مثل اليونيسف ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ،فضلا عن دعمها القوي لإيجاد حل سياسي للازمة السورية.
وختم السفير اونيل انه وفي 17آذار / مارس من كل عام ، يحتفل الأيرلنديون والأشخاص من أصل أيرلندي وأصدقاء أيرلندا في جميع أنحاء العالم بعيد القديس باتريك ، وهو اليوم الوطني لأيرلندا ، ومع ذلك ، بسبب القيود المتعلقة بالسيطرة على عدوى Covid-19 ، ستكون احتفالات هذا العام مختلفة، حيث تقام معظم الفعاليات الثقافية والاجتماعية افتراضيا وتمتد على مدار أسبوع .
وكانت السفارة الايرلندية أضاءت في الساعة 6.00 مساء الاثنين الماضي مبنى فندق رويال في العاصمة عمان باللون الاخضر ، وهو اللون الوطني لايرلندا، وسيضاء في نفس الموعد من 15 إلى 17اذار / مارس ، كما ستنظم السفارة مبادرة لزراعة الأشجار في بعض الجامعات والغابات في الأردن وكذلك إقامة بعض الفعاليات الثقافية والموسيقية الافتراضية إحتفاءاً بهذه المناسبة.