جوردن ديلي-قدمت منظمة الصحة العالمية، من خلال مقابلة تلفزيونية، اليوم الجمعة، معلومات مهمة تتعلق بالمحافظة على صحة الطفل الرضيع إذا كانت الأم مصابة بفيروس كورونا.
وبينت المقابلة التي ترجمها معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، مدى أمان إرضاع الأم المصابة بكورونا لطفلها، وكيف تحافظ عليه اثناء الرضاعة.
وأشارت المقابلة التي أجرتها فسيمتا غوبتا، مع الدكتور لورانس جرامر- ستراون، إلى فوائد الرضاعة الطبيعية، وتوصيات منظمة الصحة العالمية بشأنها.
السؤال الأول: هل من الآمن للأم أن تُرضع إذا كانت مصابة بـكوفيد-19؟
الجواب: أنا متأكد من أن تلك الأم مهتمة للغاية بصحتها، وكذلك بصحة طفلها. لكن من المهم حقًا أن نفهم أن منظمة الصحة العالمية لا تقول فقط أنه من الآمن الرضاعة الطبيعية، بل أنها تشجع الأم بشدة على إرضاع طفلها.
نعلم أن حليب الأم في حد ذاته ليس وسيلة لانتقال الفيروس إلى طفلها. هناك أيضًا مخاوف بشأن رعايتها الخاصة بالطفل وقربها جدًا من الطفل نتيجة لهذا الاتصال الوثيق أثناء الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، ما وجدناه أن مخاطر انتقال العدوى لهذا الطفل منخفضة جدًا جدًا. وفي الواقع، إذا أصيب الطفل بالعدوى، فعادةً ما يعاني الأطفال من حالات خفيفة جدًا من كوفيد، وبالتالي لا يمثل خطرًا صحيًا كبيرًا.
من ناحية أخرى، علينا أن نوازن بين ذلك وبين فقدان فوائد الرضاعة الطبيعية. من المهم للغاية أن نستمر أيضًا في حماية الطفل من العديد من الأمراض الأخرى التي قد يصاب بها إذا لم يتم إرضاعه. وعندما أجرينا تحليلات المقارنة بحسب فعالية التكلفة، فإن فوائد الرضاعة الطبيعية تفوق بشدة مخاطر انتقال العدوى المحتملة.
السؤال الثاني: صف لنا الخطوات التي يجب أن تتخذها الأم إذا كانت مصابة بـكوفيد-19 وترضع طفلها رضاعة طبيعية.
الجواب: الأم التي لديها طفل وتقوم بإرضاعه، تريد بالتأكيد أن تفعل ما في وسعها لحماية طفلها من ذلك، حتى لو كان الخطر قليلاً. وبما أن خطر انتقال العدوى يمكن أن يحدث من الاتصال الوثيق، لذلك فإننا نوصي بنفس أنواع الحماية التي يمكن أن تمارسها مع أفراد الأسرة الآخرين من ارتداء قناع عندما تكون حولهم، وغسل يديها بشكل متكرر، والحصول على مياه نظيفة وآمنة للغسيل ثم استخدام المناديل التي تحتوي على الكحول وما شابه. ومن ثم الاستمرار في الاتصال، لأنه من المهم أن يكون الطفل على اتصال مع الأم، ولكن يجب أن يكون لديها تلك الأنواع من الاحتياطات الأساسية فقط ضد انتقال العدوى.
السؤال الثالث: هل من الآمن تطعيم الأم المرضع؟
الجواب: بناءً على كل الأدلة المتوفرة لدينا، فإن التطعيم ليس آمنًا فقط للأمهات المرضعات بل يوصى به بشدة أيضًا. من المهم لصحتها أن تكون محمية من كوفيد-19 وأن تكون قادرة على رعاية أسرتها على أفضل وجه ممكن ولا تمرض كثيرًا. لا يوجد دليل على أن اللقاح سيسمح بانتقال الفيروس إلى الطفل. وليس هناك ما يدعو إلى أن يكون اللقاح أقل فعالية في الأم المرضعة منه في الأم غير المرضعة. نوصي بالتأكيد بضرورة تطعيمها بمجرد أن يتوفر لها اللقاح لحمايتها والمجتمع المحيط بها.
السؤال الرابع: تحدث إلينا، من فضلك، حول فوائد الرضاعة الطبيعية وأيضًا حول توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن الرضاعة الطبيعية.
الجواب: توصي منظمة الصحة العالمية بأن تبدأ النساء الرضاعة الطبيعية في الساعة الأولى من الولادة، أي فور الولادة. وأن تستمر في الرضاعة لمدة عامين أو أكثر، بقدر ما هو مرغوب لها ولطفلها. في الأشهر الستة الأولى، نوصي بعدم إرضاع الطفل أي شيء باستثناء حليب الثدي. فتستمر في الرضاعة فقط من الثدي خلال تلك الأشهر الستة الأولى ثم بعد الستة أشهر الأولى تقوم بإدخال الأطعمة التكميلية.
الآن أسباب ذلك أن هناك فوائد صحية كثيرة للرضاعة الطبيعية للطفل الذي يرضع من الثدي من حيث الحماية من الأمراض المعدية مثل الإسهال أو التهابات الجهاز التنفسي. ولكن هناك أيضًا تأثيرات طويلة المدى، حتى بعد توقف الرضاعة الطبيعية عن حماية هذا الطفل من زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال، والحماية من وفاة الرضيع المفاجئة (Sudden infantile death syndrome) وسرطان الدم. لذلك هناك فوائد طويلة الأجل للطفل. وأخيراً، تستفيد الأم نفسها من الرضاعة الطبيعية من حيث حمايتها من سرطان الثدي وسرطان المبيض والسكري. لذلك هناك فوائد لكل من الأم والطفل.