جوردن ديلي – في كتابه “مليارديرات البيتكوين: قصة حقيقية عن الذكاء والخيانة والفداء” الصادر عام 2019، يسرد الكاتب الأمريكي بِن ميزريتش قصة المليارديرين التوأمين تايلر وكاميرون وينكليفوس، اللذين خاضا معركة قضائية ضد مؤسس شركة “فيسبوك” مارك زوكربيرج، والتي انتهت بحصولهما على مبلغ 65 مليون دولار منه.
وتأتي هذه التسوية القضائية بعد اتهام الأخوين لزوكربيرج بتطبيق فكرة “فيسبوك” ونسبها إليه، رغم أنها من ابتكارهما، حيث درس الأخوان في جامعة “هارفارد” مع زوكربيرج.
ورغم أن الأخوين صارا مليونيرين بعد هذه التسوية القضائية، وخططا لبدء حياتهما المهنية كمستثمرين مغامرين، إلا أنهما سرعان ما اكتشفا أن المستثمرين في وادي السيليكون يرفضون أخذ أموالهما، فمعظم الشركات الناشئة هناك تحلم أن تشتريها شركة “فيسبوك”، وبالتالي لم ترغب أي من هذه الشركات في المجازفة بالتعامل مع الأخوين.
بعد إحباطهما من مستثمري وادي السيليكون، قابل الأخوان شخصًا يُدعى تشارلي شريم، يدير شركة اسمها “BitInstant”، والتي تمكن الأشخاص من شراء عملة البيتكوين بسهولة، بدأ الأخوان في الاستثمار في هذه الشركة وشراء البيتكوين، كان سعر عملة البيتكوين حينما استثمر الأخوان لأول مرة بها 120 دولارًا، وفي عام 2017 وصل سعر العملة إلى عشرة آلاف دولار، مما جعلهما من أصحاب المليارات.
اهتم ميزريتش بسرد قصة الأخوين بأدق التفاصيل، كما تناول قصة ظهور العملات المشفرة، وألقى نظرة على عالم التكنولوجيا بشكل عام. وينهي ميزريتش كتابه بحياد، فلم يتفق أو يختلف حول ما إذا كانت عملة البيتكوين هي مستقبل الأموال، وما إذا كانت تقنية البلوك تشين تمثل مستقبل العقود الذكية، كما لم يناقش ميزريتش الجوانب السلبية لهذه العملة.
تكمن المشكلة الأساسية في عملة البيتكوين حاليًا، في أن تعدينها يستهلك كميات هائلة من الطاقة، مما يزيد من مشكلة الاحتباس الحراري. وفي النهاية تبقى عملة البيتكوين مثيرة للجدل، فهي بالنسبة للبعض بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبًا، وتحقق أرباحًا هائلاً بدون جهد كبير، لكنها في الوقت نفسه تؤثر على البيئة بالنسبة لآخرين، كما أن هناك مخاوف من أن تكون مجرد فقاعة.