كتب نضال الزبيدي
جوردن ديلي – قبل سنتين تقريباً ، ضربت العالم جائحة كورونا ، أزهقت ملايين الارواح ، ودمرت إقتصادات دول وأفلست شركات كبرى وصغرى. ولم يسلم من شرها بشر من اقصى العالم الى أدناه .
محلياً ، أضرت الجائحة بالاقتصاد المحلي الصغير والمنهك أصلاً . لكن على الطرف الآخر ، ثمة سعداء بهذه الجائحة ، وهم مجالس إدارات الشركات المساهمة الفاشلة ، الذين وجدوا في الجائحة فرصة لهم من أجل المد “بإعمارهم الوظيفية” ومواصلة مسيرة النهب والسلب والحصول على المزيد من المزايا والمكتسبات .
فالجائحة وفرت لهؤلاء القوم ، غطاءاً لتبرير فشلهم وخيباتهم المتراكمة من جهة ، ولتبريرعقد اجتماعات الهيئات العامة السنوية عبر ” خاصية الاتصال المرئي ” ، من جهة أخرى . ويا لها من “خاصية” ! ، حيث جنبتهم لقاء المكاشفة السنوي مع المساهمين وجهاً لوجه ، على الرغم من ان اغلب المساهمين ، إما ممن يدورون في فلكهم أو من فئة “البصيمة” ، والذين سرعان ما يبدلون مواقفهم بمجرد ابتسامة خبيثة من رئيس المجلس ، او وعد بمنعة مستقبلية ، او ربما وجبة غداء .
ومع ذلك ، يصدف ان يحضر الى الاجتماع ، مساهمون ، يقرأون ويمحصون ويحللون الارقام ويتجرأون على مناقشة أعضاء مجلس الادارة ، وعادة ما يحرجونهم . أما بقية المساهمين فهم مغيبون ، إو غائبون بمحض إرادتهم ، لا يعرفون من الشركة سوى إسمها وعرابها !
اليوم ، تحديداً ومن باب التدليل على حجم الفساد المستشري في تلك الشركات ،أطلعت على ميزانية لأحدى الشركات ، يتقاضى مديرها العام راتباً سنوياً يصل الى 50 الف دينار ، ومكافآت لرئيس واعضاء مجلس الادارة والشركة لم تحقق ربحاً ولم تدخل فلساً واحدا الى خزائنها والى جيوب مساهميها منذ 7 سنوات ! الامثلة كثيرة وأفظع من ذلك بكثير .
خلاصة القول ، أما وقد فتحت الحكومة كافة القطاعات الاقتصادية ، وسمحت بإقامة الحفلات والمهرجانات التي تغص بالالآف ، فما جدوى بقاء اجتماعات الهيئات العامة عبر ” الاتصالات” والتي بالكاد يصل عدد الحضور فيها العشرات؟!
سؤال الى دائرة مراقبة الشركات ؟!