جوردن ديلي – في عالم تحكمه قواعد العولمة، وتنقل وسائل التواصل الاجتماعي فيه همسات وتصريحات الكبار من رموز مجتمع الأعمال والشركات الكبرى، توجهت الأنظار بشكل كبير إلى انهيار العملات الرقمية، حيث تهاوت القيمة السوقية لها بأكثر من نصف تريليون دولار خلال أسبوع تزامناً مع تراجعها الحاد بقيادة البيتكوين. وانخفضت القيمة السوقية لـ7 آلاف عملة مشفرة بأكثر من 600 مليار دولار عند 1.9 تريليون دولار خلال أسبوع، بحسب وكالة بلومبيرغ.
وتراجعت عملة بيتكوين والعملات المشفرة الرئيسية الأخرى، في تعاملات أمس. وانخفض سعر أكبر عملة مشفرة إلى أقل من 40 ألف دولار للمرة الأولى منذ أوائل فبراير 2021، وذلك بعد أن سجلت خسائر بـنسبة 10 في المئة إلى 38973 دولاراً، لتمحو بتكوين بذلك جميع المكاسب التي حققتها بعد إعلان شركة تسلا يوم 8 فبراير أنها ستستخدم أموال الشركة لشراء الأصول الرقمية وقبولها كطريقة دفع مقابل مركباتها.
وبعد الخسائر تكون بيتكوين دون متوسط تحركاتها في 200 يوم. وهي الآن منخفضة 40 في المئة عن أعلى مستوياتها هذا العام البالغ 64 ألفاً، و895.22 دولاراً، الذي بلغته في 14 أبريل الماضي. في وقت هوت إيثريوم 15 في المئة. وخسرت عملة دوجكوين المثيرة للجدل نحو ثلث قيمتها في جلسة أمس.
أسباب الانهيار
1 – «شيا» الصينية
حظرت الصين على جميع المؤسسات المالية وشركات الدفع تقديم الخدمات المتعلقة بمعاملات العملات المشفرة، وحذرت المستثمرين من المضاربة في تداول العملات المشفرة. وكانت هذه أحدث محاولة من الصين لتضييق الخناق على ما كان سوق تداول رقمي مزدهراً؛ إذ قالت ثلاث هيئات صناعية في بيان مشترك أمس إنه بموجب الحظر، يجب ألا تقدم البنوك وقنوات الدفع عبر الإنترنت للعملاء أي خدمة تتضمن العملات المشفرة، مثل التسجيل والتداول والمقاصة والتسوية.
وقالوا في البيان: «في الآونة الأخيرة، ارتفعت أسعار العملات المشفرة بشكل كبير وانخفضت، وانتعشت تجارة المضاربة على العملات المشفرة، مما يعد انتهاكاً خطيراً لسلامة ممتلكات الناس ويعطل النظام الاقتصادي والمالي العادي»، إلا أن الصين حظرت تداول العملات الرقمية في وقت أعلنت فيه عن عملتها الرقمية الخاصة والمدعومة من الحكومة والبنك المركزي خلال وقت سابق من الشهر الجاري، والمعروفة باسم «شيا». ويرى متتبعون أن الصين استغلت التذبذب الحالي في تعاملات العملات الافتراضية، لتزيد الإقبال على عملتها الخاصة «شيا»، والتي تريد منها أن تنافس بيتكوين خلال الفترة القريبة المقبلة.
2 – ضربة إيلون ماسك
أما السبب الثاني لهبوط بيتكوين، فهو استمرار تأثر هذه العملات بتغريدات إيلون ماسك مؤسس شركة تسلا للسيارات الكهربائية، الذي قال فيها إنه قد باع أو يبيع ما يملكه من عملات، لكنه عاد وقال إنه لم يبع. يأتي ذلك بعد أيام قليلة من تصعيد ماسك، مؤسس شركة تسلا، الرائدة عالمياً في صناعة السيارات الكهربائية، من انتقاداته لعملة بيتكوين باعتبارها غير مستدامة بيئياً، بينما دعم «دوجكوين» قائلاً، إنه لا يزال مؤمناً بالعملة المشفرة.
3 – غسل الأموال
ذكرت تقارير إعلامية أن مزاج السوق قد توتر بسبب شائعات أن الولايات المتحدة الأميركية تخطط لفرض رسوم على العديد من المؤسسات المالية بتهمة غسل الأموال. قبل التراجع، ارتفعت أسعار العملة المشفرة بمعدلات قياسية، بزيادة اقتربت من 800 في المئة مقارنة بنفس الوقت من العام الماضي. وبسبب الصعود غير المسبوق لأسعار العملات الرقمية خلال العام الجاري، وصلت القيمة السوقية للعملات الرقمية إلى تريليوني دولار في حين حذر خبراء من أن الأمر ليس أكثر من فقاعة قد تنتهي بضربة موجعة.